قصة مايا بجزئين

منذ خمس سنوات كنت ادرس في احدى المدارس مادة اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي .وفي هذا العام بالذات استلمت 3شعب درست فيها لغة عربية وكانت الطالبت في هذا العام دفعة مميزة بالذكاء والاجتهاد وكان التنافس بين الطالبات على اشده للحصول على اعلى الدرجات.في احدى تلك الشعب كانت هناك طالبه متميزة بذكائها واجتهادها اسمها"مايا".مايا كانت بنت في الصف الرابع من اسرة مثقفة ومهتمه جدا بتحصيل اولادها .كانت هذه الاسرة تهتم بمايا كونها البنت الوحيده في الاسره.أبوها تاجر وأمها صيدلانية....كانت البنت جميلة ومهذبة ونظيفة جدا...يعني كان ترتيبها ونظافة ثيابها ملفتة للانتباه..وكانت أمها تراجعني بين الحين والاخر لمتابعة تحصيل إبنتها لانها كانت تريد لابنتها التفوق بكل معنى الكلمة.وفعلا انتهى الفصل الاول من المدرسة.وأخذت مايا أعلى الدرجات وكانت الأول على مستوى المدرسة .ابتدأ الفصل الثاني للسنة وكان التنافس بين البنات أكبر. ولما جاء موعد المذاكرة الأولى .صححت الأوراق .ولما كنت أصحح ورقة مايا..تفاجئت انها أخذت علامة متدنية جدا في اللغة العربية...استنشطت غضبا لاعتقادي انني اسأت التعليم او انني لم أستطع ايصال الافكار للطالبات..فأخذت أبحث بين أوراق غيرها من الطالبات المجتهدات..فوجدتهم جميعا قد حصلوا العلامة التامه ..حتى الطالبات المتوسطات كانوا قد حصلوا درجات اعلى من درجه مايا...فقلت لابد انها كانت مريضه او تعاني من سبب معين أثر على تحصيلها...في اليوم التالي ذهبت للمدرسه ووزعت الاوراق على الطالبات ..واستلمت مايا ورقتها ...اخذت اراقب ردة فعلها...فما كان منها الا ان طأطأت رأسها خجلا مني ومن زميلاتها اللواتي اخذن يرمقنها بنظرة لوم واحتقار لتراجعها الملحوظ...خبأت مايا ورقتها في حقيبتها و الدموع تتلألأ في عينيها البنيتين الواستعين ثم خبأت وجهها بين يديها الناعمتين واخذت تبكي بهدوء .انتهت الحصه وحان وقت العودة الى البيت .واثناء الانصراف .قمت بنادها لتلحق بي الى غرفه المعلمات.وما ان دخلت حتى انهالت بوابل من الدموع المدراة والبكاء المرير...هدأت من روعها ..ثم قلت لها ..ارجو ان تعتبريني كأمك وتخبريني لم هذا التراجع في التحصيل الدراسي....في البدايه امتنعت مايا عن الحديث..وامام اصراري قالت مايا:منذ شهرين حصل خلاف بين ابي وامي لان ابي احب فتاه واراد الزواج بها...حاولت امي منعه من اجلي ..لكنه اصر وتزوجها ...وبعد مدة تركت امي البيت ورفعت قضيتها للمحكمه فما كان من ابي الا ان طلقها....وجاءت زوجه ابي لتسكن في بيتنا...وطبعا ابي يخرج للعمل في الصباح وزوجه ابي لاتهتم لامر دراستي لذلك تراجعت......كنت اعتقد في البدايه ان المشكله توقفت عند هذا الحد كأي خلاف عائلي يحدث في اسرة لكن ماحدث لم اكن اتوقعه لا انا ولااي معلمه من الكادر التدريسي...خففت عنها المها...وطلبت منها ان تهتم بنفسها بدراستها وان تعتمد على ابيها عندما يعود من العمل ليساعدها في الدراسه...كما طلبت منها ان تلجأ الي والي اي معلمه في حال لم تفهم اي شيء...وطبعا عرضت المشكله على زميلاتي ممن يعلمون في نفس الشعبه ان يهتموا بها ويساعدونها قدر الامكان...مر الشهرالاول فالثاني ...وذات يوم دخلت الصف ولاحظت تغيب مايا عن المدرسه ...في اليوم التالي سالتها عن سبب غيابها فقالت كنت مريضه...لم اعر اهتماما للموصوع لاعتقادي انها فعلا مريضه....في اليوم التالي جاءت مايا الى المدرسه بعد انقضاء الحصه الثانيه وبدايه الحصه الثالثه سألتها عن سبب تأخرها في القدوم الى المدرسه فقالت ان المنبه لم يدق فتأخرت...عندها طلبت منها ان تحضر ابوها في اليوم التالي الى المدرسه لانببه للامر وكتبت لها ورقه استدعاء ولي امر ...في اليوم التالي جاءت مايا الى المدرسه ولما سالتها عن ابيها قالت لي ان اباها لايستطيع ان ياتي لانه مرتبط بعمل ولكنه حين تسنح له الفرصه سياتي ليراجعني...لم اعول كثيرا على الامر لاني اعتقدت انها صادقه....وذات صباح استيقظت باكرا الى المدرسه وخرجت مبكرة قبل نصف ساعه من الدوام المدرسي لاقضي حاجه كانت لي في احد المحلات...وبينما كنت اسير ..واذ بي المح مايا مع ابيها في سياره والدها ...اخذت انظر من بعيد ...وقفت السياره امام باب المدرسه قبل موعد الدوام بنصف ساعه حيث كان باب المدرسه لايزال مغلقا...غادر الاب بسيارته بعد ان قبل ابنته ..ووقفت مايا امام باب المدرسه المغلق تنتظر ان يفتح الباب....اما انادخلت الى المحل الذي كنت ذاهبه اليه من غير ان تراني مايا..وحين انهيت عملي دخلت الى المدرسه حيث حان وقت الدوام...دخلت الشعبه في الحصه الثالثه وبدأت درستي ...استدرت الى مقعد مايا فلم اجدها استغربت كثيرا وسألت الطالبات اين مايا؟فأجاب الجميع لم تأت اليوم الى المدرسه...دهشت كثيرا فقد شاهدت اليوم بام عيني وقد كانت بصحبه ابيها عند باب المدرسه وماهي الا لحظات واذا بباب الصف يقرع ..فتحت احدى الطالبات الباب وقالت :انها مايا ...دخلت مايا الصف وعلامات الارتباك تطفر على وجهها ..سألتها :اين كنت يا مايا قالت :لم استطع القدوم الى المدرسه لان المنبه لم يدق .ادركت حينها انها تكذب وان امرا غريبا يحدث .وهنا تبدأ القصه .تابع

Commentaires